12-10-2025
15
كثيرون يحلمون ببشرة مشدودة ونضرة دون تغيّر حاد في الملامح. هنا يأتي دور جهاز الترافورمر، الذي يعمل بهدوء تحت سطح الجلد، محفزًا الخلايا على إنتاج الكولاجين والإيلاستين بآلية طبيعية. ومع بدء هذه الرحلة الخفية، يطرح السؤال نفسه: متى سيظهر هذا العمل الدقيق على ملامح الوجه؟
في بعض الحالات، يمكن ملاحظة شدّ طفيف للبشرة مباشرة بعد الجلسة، ويعود ذلك إلى الانكماش المؤقت في ألياف الكولاجين الموجودة أصلًا داخل الجلد، نتيجة الطاقة الحرارية المركزة التي يطلقها الجهاز بتقنية الموجات فوق الصوتية عالية الكثافة (HIFU). هذه الاستجابة الأولية قصيرة المدى وتزول تدريجيًا، إذ لا تعكس النتيجة النهائية للعلاج.
يعتمد التحسن الحقيقي على التغيرات البيولوجية العميقة التي تحدث داخل الجلد، حيث تبدأ الخلايا الليفية في إنتاج كولاجين وإيلاستين جديدين، مما يعيد للبشرة مرونتها وتماسكها بشكل تدريجي وطبيعي، مع الحفاظ على ملامح الوجه الأصلية دون تغيير مبالغ فيه.
تشير الدراسات السريرية إلى إمكانية رصد تحسّن في مرونة الجلد ومظهره منذ الأسبوع الأول بعد جلسة جهاز الترافورمر، ويشمل ذلك نعومة أكبر، وإشراقة أوضح، وإحساسًا بزيادة التماسك في المناطق المعالجة. يعود هذا التحسن المبكر إلى بدء عملية تحفيز ألياف الكولاجين وتنشيط الدورة الدموية الدقيقة في الأنسجة.
ورغم أن هذه التغيرات الأولى تمنح مظهرًا أكثر حيوية، إلا أنها تمثل بداية مسار التحسن، إذ تتواصل عملية إعادة البناء في طبقات الجلد العميقة على مدى أسابيع، وتدوم لفترة طويلة بفضل الاستمرار الطبيعي في إنتاج الكولاجين.
تبدأ المرحلة الأساسية من التحسن، والتي تُعرف بمرحلة إعادة البناء أو التشكيل (Remodeling phase)، في الظهور بعد مرور عدة أسابيع على الجلسة، حيث يشهد الجلد عملية إعادة تنظيم وتجديد لألياف الكولاجين والإيلاستين في طبقاته العميقة.
خلال هذه الفترة، التي تمتد عادة من شهرين إلى ثلاثة أشهر، يزداد تماسك البشرة وتتحسن مرونتها ويقل مظهر التجاعيد والخطوط الدقيقة بشكل ملحوظ.
وتتميز هذه النتائج بأنها طبيعية وتدريجية، مما يمنح مظهرًا أكثر شبابًا دون تغيير حاد أو مصطنع في الملامح. كما يمكن أن يستمر أثر التحسن حتى ستة أشهر أو أكثر، خصوصًا مع الالتزام بنمط حياة صحي، والعناية المنتظمة بالبشرة، أو الخضوع لجلسات دعم إضافية يحددها الطبيب وفقًا لاحتياجات كل حالة.
في كثير من الحالات، قد تحقق جلسة واحدة نتائج ملحوظة، خاصة عند استخدام جهاز الترافورمر في شد الوجه أو الرقبة. ومع ذلك، تشير التوصيات الطبية إلى أن الخضوع لسلسلة علاجية تتراوح بين جلستين وأربع جلسات قد يمنح نتائج أكثر ثباتًا ووضوحًا، خصوصًا في حالات الترهل المتقدم أو عند معالجة مناطق أكبر من الجسم.
كما أن النتائج قد تحتاج إلى جلسات صيانة دورية يحددها الطبيب وفقًا لاستجابة الجلد، لضمان استمرار التحسن والحفاظ على مظهر البشرة المشدود لأطول فترة ممكنة.
كل بشرة تحمل قصتها الخاصة، وجهاز الترافورمر يمنحها فرصة لكتابة فصل جديد عنوانه الشباب والحيوية. نتائجه المتدرجة تمنح الوقت الكافي لتتكيف البشرة وتستعيد مرونتها بثبات، بعيدًا عن التغييرات المفاجئة أو المصطنعة.
