20-08-2025
17
كل امرأة لها مرآتها الخاصة، تلك التي تكشف ما تحاول الأيام إخفاءه أو ما نحاول نحن إنكاره. كنت أظن أن بعض الخطوط حول عيني هي مجرد إرهاق مؤقت، وأن البقع الداكنة ما هي إلا أثر صيفي سيزول. لكن مع مرور الوقت، أدركت أن بشرتي بدأت تخبر قصة لم أكتب فصولها بعد، حتى قررت أن أبدأ فصلاً جديدًا في عيادات أوريل مع جهاز فراكشنال ليزر.
قبل أن أبدأ رحلتي، بحثت كثيرًا عن هذه التقنية. ما جذبني هو أن الفراكشنال ليزر ليس مجرد شعاع ضوئي يمر على الجلد، بل هو علاج يعتمد على مبدأ الاستهداف الجزئي الدقيق، إذ يُقسم الجهاز سطح البشرة إلى آلاف النقاط الحرارية الصغيرة.
تخترق هذه النبضات الدقيقة طبقتين أساسيتين:
النتيجة العلمية لهذه الخطوة هي تحفيز الجسم لبدء عملية طبيعية من الإصلاح الذاتي، ينتج عنها تجديد الخلايا، التخلص من الأنسجة المتضررة، وبناء كولاجين جديد يمنح البشرة مظهرًا مشدودًا وممتلئًا.
دخلت غرفة العلاج وسط أجواء طبية مطمئنة، وبدأ الفريق بتحضير بشرتي. وُضع كريم التخدير الموضعي ليخفف أي إحساس بالحرارة. حين بدأ الجهاز بالعمل، شعرت بوخزات دقيقة أشبه بملامسة شعيرات دافئة لجلدي، مع إحساس لحظي بالدفء يختفي سريعًا بفضل نظام التبريد المدمج في الجهاز.
كانت الجلسة سريعة نسبيًا، لم تتجاوز الساعة، لكن شعوري كان أن شيئًا ما بدأ يتغير في عمق بشرتي منذ اللحظة الأولى.
في الساعات الأولى بعد جلسة الفراكشنال ليزر، شعرت بدفء لطيف على بشرتي يشبه أثر شمس الربيع، لكن سرعان ما تحول إلى احمرار واضح وانتفاخ بسيط حول بعض المناطق. كان ملمس وجهي مختلفًا، أكثر خشونة قليلًا، وكأن طبقة رقيقة من الجلد تستعد للرحيل.
كنت أعلم أن ما أراه على السطح ليس سوى الجزء الظاهر من عملية أعمق بكثير، فهذه التغيرات المؤقتة هي رد فعل طبيعي للجسم وهو يبدأ إصلاح نفسه.
خلال الأيام الخمسة الأولى، بدأت القشور الخفيفة تظهر وتختفي تدريجيًا، علامة على أن الخلايا التالفة تغادر الطريق أمام خلايا جديدة أكثر نضارة. وبحلول الأسبوع الثاني، عاد لون بشرتي أقرب إلى الطبيعي، وظل هناك لمعان صحي لم أعهده من قبل.
لكن القصة الحقيقية لم تكن في المظهر الخارجي فقط، ففي العمق كانت الخلايا تواصل عملها بلا كلل، تنتج خلايا الجلد الجديدة، بينما يزداد نشاط الخلايا الليفية لإنتاج كولاجين يمنح الجلد مرونته وقوته.
هذه العملية المستمرة هي ما جعلني ألاحظ، مع مرور الأسابيع، تحسنًا ملموسًا في تماسك البشرة وتجانس لونها، وهو التحسن الذي استمر في الظهور حتى بعد أشهر من الجلسة.
اليوم، وأنا أنظر في المرآة، أرى انعكاسًا مختلفًا، ليس لأنني محوت آثار السنين، بل لأنني اخترت أن أكتب فصلًا جديدًا في قصة بشرتي. فراكشنال ليزر في عيادات أوريل لم يكن علاجًا فقط، بل كان استثمارًا في ثقتي بنفسي، مبنيًا على علم دقيق وخبرة طبية.
تذكري أنه حين تمنحين بشرتكِ ما تستحقه من عناية، فإنها ستكافئكِ بإطلالة تحكي عنكِ قبل أن تتكلمي.